اســـــمنة البخت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و أتباعه إلى يوم الدين .
حـذارِ .. ! حـذارِ ..! يا بنت الإسـلام ......!!
إيـاكِ..... ! إيـاكِ وأسـنمة البـُخْت ...!!
مضـى على الإسلام قرابـة قرن و زيادة وعراه تُنقض واحدة واحدة في المجالات كافـة : السياسـية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية .... بل وصل الأمر إلى المجالات العقدية والفقهية والأخلاقية . وسرى الوهن في أرجاء العالم الإسلامي و تمكَّن و استحكم ؛ حتى تخبط كثير من المسلمين في اتباع سبيل العافية من ذلك البلاء و اكتشاف أدوية تلك الأدواء كل ذلك وكتاب الله بين أيديهم يتلونه و يسمعونه و يترنمون به و تُزيَّن به جدرانهم و تُبارك به بيوتهم ومحالّهم !! لكن الجهل فتَّاك بأصحابه ، و الغفلة تحط أهلها إلى دَرْك البهائم (مَثَل الذين حُمِّلوا التوراةَ ثم لم يحملوها كمَثَل الحمار يحمل أسفاراً بئس مَثَلُ القوم الذين كذَّبوا بآيات اللهِ و اللهُ لا يهدي القوم الظالمين)[الجمعة : الآية 5 ] ، فكيف إذا دُبِّرت المؤامرات ، وحاق المكرُ بأوساط الجهل و الغفلة ؟!...
حجاب المرأة المسلمة أخذ مساحة كبيرة جداً من الأخذ و الردِّ طيلة قرن كامل ؛ ذلك أن خلوف بني قينقاع لن يهدأ بالهم حتى يهتكوا ستر نساء أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحققوا شيئاً من ذلك المأرب الخبيث ؛ فانتشر السفور و التَّبَرُّج و التعرِّي في أرجاء العالم الإسلامي من مغربه إلى مشرقه مروراً بأطراف جزيرة العرب !! الأخطر من ذلك : أن كثيراً من نساء المسلمين قد فقدن الحياء الذي ميَّزهن الله به شيئاً فشيئاً .... إلى أن خرجت أجيال من بنات المسلمين يجهلن ما افترض الله عليهن وما أمرهن به وما نهاهن عنه !! .. وما كلهن جاحدات ، بل فيهن غافلات مسرفات على أنفسهن ، وفيهن من لم تنل حظها من تعلُّم دينها .
وبالمقابل : هدأت رويداً رويداً – حتى تلاشت – صيحات الإنذار و النكير و الوعيد و التحذير التي أطلقها علماء المسلمين و مفكروهم من المشايخ و الأساتذة في القرن الماضي أمراً بالمعروف و نهياً عن المنكر ..
وعلت مكانها نداءات الدعوة – دعوة المسلمات وكأنهن غير مسلمات – إلى ما فرض الله عليهن من عفاف باطن يحميه حجاب ظاهر ؛ بإقامة الحجج و البراهين على محاسن الحجاب و الحشمة ، و كشف مخازي الخلاعة و التبرج . لكن تلك النداءات لم تتجاوز الأوساط المثقفة إلا شيئاً لا يكاد يُذكر ؛ فلم يستفد منها الشارع إلا شيئاً يسيراً لا يُوزن بالنسبة إلى التيار الجارف نحو التبرج و التعري الذي سُلِّط على المؤمنين قهراً و سُخِّرت له وسائل الإعلام في الميادين كافة .
ثم نشطت في زحمة الأحداث المتلاحقة التي طرأت على العالم الإسلامي خلال السنوات القليلة الماضية أفكار ومفاهيم يبثها بالحال أو بالقال بعض من يُسَمَّون ( الدعاة ! ) يشاركون في تلك الأفكار و المفاهيم من لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر تُفرِّغ تلك الأفكارُ و المفاهيمُ التدينَ من الدين ، و تجعل من الإسلام مطَّاطاً يحيط بكل فاسق يتسمى به !! ... يريدون إسلاماً يُقر بكل ما في عالمه من انحراف أو فسوق ... !.
كان ما يتعلق بالمرأة و حجابها أكبر نافذة تسلل ذلك ( الإسلام اللقيط ) منها عبر وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة و المرئية ليبارك ( ألوان الموضة – موضة صممت خصيصاً للمحجبات ! ) وكيف لا تكون ( موضة إسلامية ) وعارضاتها فنانات تائبات أو مذيعات متدينات ؟! في الفضائيات الإسلامية التي يطل على الناس منها نجوم الدعوة الإسلامية ! ...
فرحَ بعضُ الناس بأعداد من المتبرجات اقتنعن بالحجاب والتزمن به تأثراً ببعض البرامج في الفضائيات ، لكنهم لم يفطنوا أبداً .. أبداً إلى الأضعاف المضاعفة من الفتيات اللاتي تزعزع حجابهن جراء ( متعة الإعلام الهادف ! ) ، و إلى الشباب الحائر الذي اختلطت عليه المفاهيم و تشعبت به سبل الأهواء .
ظن بعض الناس أن التراخي في فهم وعَرْض قضية ( حجاب المرأة ) في الإسلام قد يثمر جذب كثير من المتبرجات إلى الحجاب الذي لا يتنافى مع بقائهن على ما هن عليه من أنماط الحياة المختلطة ؛ فما الحجاب عند أولئك سوى غطاء الرأس ! و ليكن تحته ما كان ...!
بنطال يصف العورات المغلَّظة .. لكن عفواً ... يُزيِّنها فيستر لونَها و قبيحَ منظرها !.
أو إزار يكشف الساقين ليغري الفكر بما فوقهما .. لكن عفواً ... ألا يحل الجورب الرقيق المشكلة و يدرء الفتنة ؟! .
و رداء يتشمر من أسفل و ينفرج من أعلى يزيد ما بينهما فتنة .. لكن عفواً ... البشرة لمَّا تظهر ! .
مساحيق و أصباغ وعطور تنافي خُلُق العفاف .. لكن عفواً ... أليس الله جميلاً يحب الجمال ؟! .
.. لكن عفواً ... إنها محجبة إنها ملتزمة !! انتبه لما تقول ... إنها عفيفة !! إياك و الظن ... إنها أبعد ما تكون عن الريبة !! ، إنها خير من كثير ممن يسترن وجوههن ستراً لفجورهن ! و أخيراً : ما شأنك بالناس ؟ كل واحدة حرة فيما تلبس وكيفما تظهر ، العبرة بالقلب لا بالمظاهر !!.. هلاَّ أطعت ربكَ و غضضت بصرك ؟! .
كلام عجيب ! ، ومنطق أعجب ...! لا يدلان إلا على جهل مطبق بما أُنزل على سيدنا محمد
إن فهم أولئك للحجاب لا يُقِرُّه الإسلام البتة ... لا نظرياً و لا عملياً ... إنه حجاب الهزيمة النفسية أمام إرهاب الفكر و الرأي الذي يُظهر المعروفَ منكراً ، و يُظهر المنكرَ معروفاً .. نتيجةَ :
إعلام هدَّام و لو لبس لبوس المصلحين ..
و صناعيين و تجَّار و أصحاب دعايات جشعين يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل فينشر في أسواق المسلمين ما لا يرضاه الإسلام و يغري الناس بقبول ما يفرضه مصمموا الأزياء و لو كان يُظهر السوآت المغلظة ..
وفتاوى باطلة تفتي الناس في دينهم على مذهب يرضاه إبليس ؛ فتقر تلك الفتاوى المنطلقات الفكرية نحو التحلل ، و تُبرئ الصناعي و التاجر من أي حرج في عمله الاقتصادي و لو كان من جرائه انسلاخ المجتمع من دينه هويته ، و تجيز للمرأة المسلمة أن تَظهر ( بحجاب الكاسيات العاريات ) ثم تغشها بأنها لم ترتكب أي إثم ، و الأنكى من ذلك هو الإرهاب الدعائي الذي يمارسه أصحاب تلك الفتاوى ضد الحق و أهله ، فقاموس الألقاب عندهم يتضخم ، .... حتى وصل بهم الأمر إلى تجزئة الإسلام إقليمياً !! .
وظهير ذلك كلُّ عدو للإصلاح ممن لا يحب الناصحين ، ويحاربُ الله و رسولَه من الجلاوزة و الزبانية ، ويقمع كل دعوة إلى الحق و نصيحة للخلق بالعنف و الشدة .
أخـتاه ... أخـتاه ... اسـمعي كلام الله :
( قل للمؤمنين يغُضُّوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبـير بما يصنعون* و قل للمؤمنات يَغْضُضْن من أبصارهن و يحفظن فُروجَهن و لا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْيضربن بخُمُرِهن على جيوبهن و لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء و لا يَضْرِبن بأرجلهن لِيُعلم ما يُخْفِين من زينتهن و توبوا إلى الله جميعاً أيُّهَ المؤمنون لعلكم تفلحون )
( سورة النور : 30- 31 ) . آية مُحْكَمَةٌ ، و نَصٌ لا يَقبلُ التأويلَ .
( يا أيُّـها النبيُّ قُل لأزواجِك وبناتِك ونساءِ المؤمنين يُدْنِينَ عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرَفْنَ فلا يُؤذَينَ وكان الله غفوراً رحيماً) ( سورة الأحزاب : 59 ) .
هل تريدين أصرح من هذا و أوضح يا أخت الإسلام ؟!. ماذا بعد الحق إلا الضلال ...؟! .
إن غطاء الرأس مع الثياب الفاتنة ( ضيقة أو غير ضيقة بنطالاً كانت أو غيره ) مع العطور و المكياج ليس هو الحجاب الذي أمر الله تعالى به ، و بَلَّغَ ذلك عنه رسولُه صلى الله عليه وسلم، بل هو فتنة للمسلمين و أذى للمسلمات و إهانة لمظاهر دين الإسلام . فهو لا يُرضي الله تعالى و لا يُرضي رسولهصلى الله عليه وسلم . و لا يُرضي أهل الإيمان . بل هو حجاب أسنمة البخت الكاسيات العاريات المائلات المميلات . فحذار .. حذار .. يا بنت الإسلام من ذلك ...
هــذه فـتوى .
نقول هذا مع العلم الأكيد بأن ذلك الحجاب الذي نحذِّر منه يخاف منه كل من جعل دين الإسلام عدواً له ، فكيف يكون خوف أولئك من الحجاب الذي ندعو إليه طاعةً لله و طاعة لرسوله سيدنا و نبينا و أسوتنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ؟! ...
يا أخت الإسلام .. تحذيرُنا لك إنما هو بـلاغ عن رسول الله فاسمعي حديث أشرف الـخلق حبيب الحق في حديث من معجزات نبوته قد وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم:
(( صنفان من أهل النار لم أرهما :
• قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس .
• و نساء : كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة . لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ، و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا .. )) . رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة .
فالكاسيات العاريات : يسترن بعض بدنهن و يكشفن بعضه ، أو يلبسن ثياباً رقيقة تَشِفُّ و يرى ما تحتها ، أو يلبسن ثياباً ضيقة تصف حجم العورات وتُجَسِّدُها ، أو يفعلن ذلك كله . وكسا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناسَ القباطي – نوع من الثياب – ثم قال : لا تدرعنها نساؤكم . فقال رجل : يا أمير المؤمنين قد ألبستها امرأتي فأقبلت في البيت و أدبرت فلم أره يشف ، فقال عمررضي الله عنه: إن لم يكن يشف فإنه يصف .
و المائلات المميلات : مائلات عن طاعة الله وما أمرهن به مميلات لغيرهن يعلمنهن المعصية ، مائلات يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن و أدبارهن ، مائلات إلى إغراء الرجال مميلات لأعناق الرجال و أبصارهم إليهن بتبرجهن و زينتهن .
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة : البخت نوع من الإبل عظام الأجسام عظام الأسنمة ، شبه رؤوسهن بها لما رفعن من ضفائر شعورهن على أوساط رؤوسهن ؛ فتصير كأسنمة البخت حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما يميل السنام . كما يُرى اليوم نسأل الله العافية .
لا يدخلن الجـنة و لا يجدن ريحـها : روى الإمام مالك رحمه الله في الموطأ من حديث أبي هريرةرضي الله عنه قوله قوله : (( و ريحها يوجد من مسيرة خمس مئة سنة )) .
فحذار ...حذار ... يا أخت الإسلام .... حذار .. حذار .. يا بنت الإسلام .... إيَّاكُنَّ و أسـنمةَ البخت .
ألا هل بَلَّغت ... اللهم فاشهد